هولندا تمني النفس بنهاية سعيدة
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
هولندا تمني النفس بنهاية سعيدة
فقد كانت مملكة الأراضي المنخفضة تحتل جزءاً كبيراً من الأرض التي أصبحت تشكل فيما بعد التراب الوطني لدولة جنوب أفريقيا المستقلة، وها هي الكتيبة الهولندية تعود اليوم إلى مستعمرتها القديمة لتبسط سيطرتها على الساحة الكروية العالمية في رحلة سعيها نحو اللقب الغالي، مستفيدة من دعم مئات الآلاف من الجماهير التي تزينت بالأعلام والأزياء البرتقالية على امتداد أيام نهائيات كأس العالم FIFA.
ومازالت المآثر العمرانية وبعض الجوانب اللغوية تقف شاهدة على إرث يان فان ريبيك ورفاقه إلى يومنا هذا، إذ مازال 13 بالمئة من ساكنة بلاد قوس قزح يتحدثون الأفريكانية المشتقة من الهولندية، علماً أنها تُعد من بين اللغات الإحدى عشرة الرسمية في جنوب أفريقيا.
ويستغل بعض الأفريكان مناسبة إجراء كأس العالم في بلادهم من أجل صلة الرحم بلغتهم الأم وتجديد العلاقات التجارية بأبناء البلد الذي ينحدر منه أجدادهم، حيث أوضح ستيفن أريندسه بعد نهاية مباراة الكتيبة البرتقالية أمام الكاميرون في كايب تاون ضمن فعاليات دور المجموعات أن "الهولندية والأفريكانية لغتان متشابهتان إلى حد كبير، وهذا يجعل مهمة بيع منتجاتي للزوار القادمين من هولندا أسهل بكثير مقارنة مع نظرائهم الفرنسيين أو الإيطاليين على سبيل المثال."
على خطى الأسلاف
من جانبه، أكد بيتر كروني، المتحدث باسم كايب تاون 2010 أن "العديد من المنتخبات حطت رحالها في كايب تاون وقد اكتشف أعضاؤها بعض الخصائص التاريخية والثقافية للمدينة، وها هو الدور يأتي اليوم على الهولنديين الذين تركوا بصمة مهمة في تاريخ المدينة."
بالفعل، تربط كايب تاون بمملكة الأراضي المنخفضة علاقات قديمة تضرب بجذورها في عمق التاريخ، إذ كانت المدينة التي رست فيها سفن الهولنديين أثناء رحلتهم البحرية إلى بلاد الهند. وقد شكلت تلك اللحظة أول خطوة في قصة ارتباط طويلة بين العرش البرتقالي وأرض جنوب أفريقيا، حيث شهدت إعلان فان ريبيك عن إنشاء أول مستعمرة هولندية في أدنى القارة السمراء سنة 1652. وها هي كتيبة بيرت فان مارفيك تعود لإحياء الصلة مع الماضي، حيث سيكون ملعب جرين بوينت مسرحاً لمعركة كروية مساء الثلاثاء بين أبناء القلعة البرتقالية ونجوم أوروجواي في نصف نهائي كأس العالم FIFA.
كما يُعتبر قصر الرجاء الصالح مثالاً صارخاً على الارتباط التاريخي بين المستعمِر والمستعمَر، إذ عملت الشركة الهولندية لأراضي الهند الشرقية على تشييده خلال القرن السابع عشر، ناهيك عن صرح فرتريكرز العمراني، الذي شُيد في العاصمة بريتوريا احتفاء بذكرى البوير الأوائل.
ولوم يفوت عناصر المنتخب الهولندي فرصة التواجد بجنوب أفريقيا لاكتشاف الوجه الآخر من تاريخ بلادهم والوقوف على أواصر الأخوة والعلاقات المتينة بين الدولتين. فبينما كانت جنوب أفريقيا تفتح ذراعيها لاستقبال العالم بكل حفاوة وصدر رحب، توجه أبناء فان مارفيك لزيارة جزيرة روبن آيلاند التي كانت سجناً للعديد من المعارضين لنظام الأبرثايد، إذ كانت المأوى الذي قطن فيه نيلسون مانديلا، أشهر المعتقلين السياسيين في بلاد قوس قزح.
يا ليت كايب تاون تعود يوماً
لا أحد يشكك في قوة العلاقة بين البلدين، رغم اختلافهما الثقافي والجغرافي. فماذا يمثل نجاح الهولنديين في أم البطولات بالنسبة لأهالي جنوب أفريقيا الذين يستضيفون النهائيات على أرضهم وبين جماهيرهم؟
الجواب نجده على لسان كاثرين سنيل، المشرفة على حماية الإرث اللغوي الأفريكاني في مدينة بارل الواقعة بولاية كايب الغربية، حيث أكدت في حديث حصري لموقع FIFA.com أن "فوز هولندا في هذه المرحلة من البطولة سيلقى ترحيباً خاصاً في جنوب أفريقيا، لأن العديد من المواطنين يعترفون بالعلاقات التاريخية بين البلدين." ومن جهته، أوضح زميلها في المتحف، بول فاكو، أن "أهالي جنوب أفريقيا مازالو يشعرون بصلة وطيدة مع هولندا."
وتابعت سنيل قائلة: "لقد سمعت بعض الناس يرددون عبارة ‘دي كاب إيس هولاندس’" التي كتبها بعض مشجعي الكتيبة البرتقالية على عدد من اللافتات خلال مباراة منتخب بلادهم أمام الكاميرون. وقد شرحت أن معناها الحرفي يحيل على عودة كايب تاون إلى ملكية الهولنديين من جديد، لكنها "تعني كذلك ‘العبرة بالنهاية السعيدة’، موضحة أنها "قولة شعبية شائعة في اللغة الأفريكانية."
وبعيداً عن التلاعب بالكلمات والغوص في تاريخ الاستعمار الهولندي، فإن الأكيد أن نجوم المنتخب البرتقالي يسعون لكسب معركة كايب تاون بأي ثمن، وهم يمنون النفس بأن تكون الخاتمة سعيدة على غرار بدايتهم الموفقة. فهل سيفعلها رفاق ويسلي شنايدر يوم 6 يوليو/تموز أمام أوروجواي؟
ومازالت المآثر العمرانية وبعض الجوانب اللغوية تقف شاهدة على إرث يان فان ريبيك ورفاقه إلى يومنا هذا، إذ مازال 13 بالمئة من ساكنة بلاد قوس قزح يتحدثون الأفريكانية المشتقة من الهولندية، علماً أنها تُعد من بين اللغات الإحدى عشرة الرسمية في جنوب أفريقيا.
ويستغل بعض الأفريكان مناسبة إجراء كأس العالم في بلادهم من أجل صلة الرحم بلغتهم الأم وتجديد العلاقات التجارية بأبناء البلد الذي ينحدر منه أجدادهم، حيث أوضح ستيفن أريندسه بعد نهاية مباراة الكتيبة البرتقالية أمام الكاميرون في كايب تاون ضمن فعاليات دور المجموعات أن "الهولندية والأفريكانية لغتان متشابهتان إلى حد كبير، وهذا يجعل مهمة بيع منتجاتي للزوار القادمين من هولندا أسهل بكثير مقارنة مع نظرائهم الفرنسيين أو الإيطاليين على سبيل المثال."
على خطى الأسلاف
من جانبه، أكد بيتر كروني، المتحدث باسم كايب تاون 2010 أن "العديد من المنتخبات حطت رحالها في كايب تاون وقد اكتشف أعضاؤها بعض الخصائص التاريخية والثقافية للمدينة، وها هو الدور يأتي اليوم على الهولنديين الذين تركوا بصمة مهمة في تاريخ المدينة."
بالفعل، تربط كايب تاون بمملكة الأراضي المنخفضة علاقات قديمة تضرب بجذورها في عمق التاريخ، إذ كانت المدينة التي رست فيها سفن الهولنديين أثناء رحلتهم البحرية إلى بلاد الهند. وقد شكلت تلك اللحظة أول خطوة في قصة ارتباط طويلة بين العرش البرتقالي وأرض جنوب أفريقيا، حيث شهدت إعلان فان ريبيك عن إنشاء أول مستعمرة هولندية في أدنى القارة السمراء سنة 1652. وها هي كتيبة بيرت فان مارفيك تعود لإحياء الصلة مع الماضي، حيث سيكون ملعب جرين بوينت مسرحاً لمعركة كروية مساء الثلاثاء بين أبناء القلعة البرتقالية ونجوم أوروجواي في نصف نهائي كأس العالم FIFA.
كما يُعتبر قصر الرجاء الصالح مثالاً صارخاً على الارتباط التاريخي بين المستعمِر والمستعمَر، إذ عملت الشركة الهولندية لأراضي الهند الشرقية على تشييده خلال القرن السابع عشر، ناهيك عن صرح فرتريكرز العمراني، الذي شُيد في العاصمة بريتوريا احتفاء بذكرى البوير الأوائل.
ولوم يفوت عناصر المنتخب الهولندي فرصة التواجد بجنوب أفريقيا لاكتشاف الوجه الآخر من تاريخ بلادهم والوقوف على أواصر الأخوة والعلاقات المتينة بين الدولتين. فبينما كانت جنوب أفريقيا تفتح ذراعيها لاستقبال العالم بكل حفاوة وصدر رحب، توجه أبناء فان مارفيك لزيارة جزيرة روبن آيلاند التي كانت سجناً للعديد من المعارضين لنظام الأبرثايد، إذ كانت المأوى الذي قطن فيه نيلسون مانديلا، أشهر المعتقلين السياسيين في بلاد قوس قزح.
يا ليت كايب تاون تعود يوماً
لا أحد يشكك في قوة العلاقة بين البلدين، رغم اختلافهما الثقافي والجغرافي. فماذا يمثل نجاح الهولنديين في أم البطولات بالنسبة لأهالي جنوب أفريقيا الذين يستضيفون النهائيات على أرضهم وبين جماهيرهم؟
الجواب نجده على لسان كاثرين سنيل، المشرفة على حماية الإرث اللغوي الأفريكاني في مدينة بارل الواقعة بولاية كايب الغربية، حيث أكدت في حديث حصري لموقع FIFA.com أن "فوز هولندا في هذه المرحلة من البطولة سيلقى ترحيباً خاصاً في جنوب أفريقيا، لأن العديد من المواطنين يعترفون بالعلاقات التاريخية بين البلدين." ومن جهته، أوضح زميلها في المتحف، بول فاكو، أن "أهالي جنوب أفريقيا مازالو يشعرون بصلة وطيدة مع هولندا."
وتابعت سنيل قائلة: "لقد سمعت بعض الناس يرددون عبارة ‘دي كاب إيس هولاندس’" التي كتبها بعض مشجعي الكتيبة البرتقالية على عدد من اللافتات خلال مباراة منتخب بلادهم أمام الكاميرون. وقد شرحت أن معناها الحرفي يحيل على عودة كايب تاون إلى ملكية الهولنديين من جديد، لكنها "تعني كذلك ‘العبرة بالنهاية السعيدة’، موضحة أنها "قولة شعبية شائعة في اللغة الأفريكانية."
وبعيداً عن التلاعب بالكلمات والغوص في تاريخ الاستعمار الهولندي، فإن الأكيد أن نجوم المنتخب البرتقالي يسعون لكسب معركة كايب تاون بأي ثمن، وهم يمنون النفس بأن تكون الخاتمة سعيدة على غرار بدايتهم الموفقة. فهل سيفعلها رفاق ويسلي شنايدر يوم 6 يوليو/تموز أمام أوروجواي؟
مواضيع مماثلة
» هولندا فى نهائى المونديال
» صور و لقطات من مباراة النهائي بين إسبانيا و هولندا
» مدرب هولندا: التأهل إلي النهائي لا يعني أننا فزنا بأي شيء
» هولندا: شنايدر مصاب ولكنه سيلعب أمام إسبانيا
» صور و لقطات من مباراة النهائي بين إسبانيا و هولندا
» مدرب هولندا: التأهل إلي النهائي لا يعني أننا فزنا بأي شيء
» هولندا: شنايدر مصاب ولكنه سيلعب أمام إسبانيا
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى